التخطي إلى المحتوى الرئيسي

دراسة وتحليل نص ابن عنبة في قبيلة مطير

    دراسة وتحليل نص ابن عِنَبَةَ في قبيلة مطير

كتبه: أبو عبدالعزيز عبدالله النزهان العَدْواني

 في ١٥ربيع الثاني ١٤٤٢ من الهجرة


يتناول هذا المقال استقراء نص من أحد مصادر القرن التاسع من الهجرة، أسس لمعلومة حول الجذم الذي نشأت منه قبيلة مطير، ودراسته وتحليل مضمونه وفهم دلالته والوقوف على قيمته ضمن سياقه التاريخي، وما إذا كان هناك ما يعارضه، وفق منهج علمي ورؤية واضحة مجردة. إن الهدف من هذه الورقة هو استقصاء صلاحية النص في الاستدلال على الأصل البعيد الذي تنحدر منه القبيلة


التعريف بالنص

أصل النص بالفارسية :"وعدوان درراه حجاز ميباشند وايشانرا بنو مطير ميخوانند" وترجمة النص إلى العربية على النحو التالي: "وعدوان يسكنون في طريق الحجاز ويقال لهم بنو مطير".


مصدر النص

ورد النص في الصفحة رقم ٦٣ من كتاب (الفصول الفخرية) باللغة الفارسية لمؤلفه النسابة جمال الدين أبي العباس أحمد الحسني المشهور بابن عِنَبَةَ والذي يتوقع أنه انتهى منه عام ٨٢٠ هجري. طبع الكتاب أول مرة في طهران عام ١٣٨٧ هجري، وقد أخرجه الدكتور مير جلال الدين محدّث آرموي بالرجوع إلى نسخ مخطوطة، وصححه كاظم الموسوي، وقدم له جلال الدين همايى. يقع الكتاب في ٢٠٨ صفحة من غير المقدمات والفهارس، ويتكون من مقدمة في أصل البشر وثلاث فصول في ولد نوح: حام ويافث وسام، مع  ذكر المشهور من الأنبياء والملوك والخلفاء والوزراء والعلماء ومن في حكمهم، ويتناول من حيث المحتوى شقين، أحدهما الأمم والشعوب المتقدمة من العرب وغير العرب، والشق الثاني منه وهو أكثره ومادة كتابه، ويختص بأنساب أبناء أبي طالب. اقتصر الكتاب على ذكر أصول أنساب قبائل العرب دون الفروع مع شيء من أعلامها، بما يتوافق مع ما هو مدون في بطون كتب الأنساب والتاريخ، إلا أنه قد تفرد ببعض الإشارات الثمينة التي لم يسبقه إليها أحد في نسب ومنازل القبائل في عصره

صاحب النص

هو عميد النسابة الطالبية جمال الدين أحمد بن علي بن الحسين بن علي بن مهنا بن عنبة الأصغر بن علي عنبة الأكبر بن محمد بن يحيى بن عبدالله بن محمد بن يحيى بن محمد بن داود بن موسى الثاني بن عبدالله بن موسى الجون بن عبدالله المحض بن الحسن المثنى بن الحسن السبط بن الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه. ولد ابن عِنَبَةَ في بلدة الحلة من العراق عام ٧٤٨ هجري، وتوفي عام ٨٢٨ هجري في كرمان من بلاد فارس


اشتهر ابن عِنَبَةَ بالتصنيف في أنساب آل البيت وخاصة الطالبيين، وخط باللغتين العربية والفارسية، فمن مؤلفاته العربية: (عمدة الطالب في أنساب آل أبي طالب؛ الكبرى والوسطى والصغرى) و (بحر الأنساب في نسب بني هاشم)، ومن مؤلفاته باللغة الفارسية: كتابنا محل النص (الفصول الفخرية) وكتاب (التحفة الجلالية في أنساب الطالبية)، وكتاب (التاريخ الكبير) أشار إليه في الفصول الفخرية ولم يستدل عليه.  


لازم ابن عِنَبَةَ النسابة المشهور تاج الدين أبا عبدالله محمد بن القاسم ابن معية (ت ٧٧٦ هجري) صاحب كتاب (أنساب آل أبي طالب)، وأخذ من أبي الحسن علي بن محمّد علي الصوفي النسّابة ونقل من مؤلفات النسابة أحمد بن محمد بن المهنا الحسيني العبدلي (ت ٦٧٥ هجري)، وكذلك نقل من المؤرخ النسابة أبي الحسن علي بن زيد البيهقي المعروف بابن فندق (ت ٥٦٥ هجري) صاحب كتاب (لباب الأنساب والألقاب والأعقاب) كما سافر إلى أصفهان وسمرقند ومكة وغيرها من البلاد والتقى علماء النسب فيها.


موضع وسياق النص

يقع النص من حيث تسلسل مواضيع كتاب (الفصول الفخرية) في المقصد الأول من الباب الثاني من الفصل الثالث، الذي يتناول نسل قيس عيلان ويعدد فروع قيس: سعد وخصفة وعمرو، فيبدأ بولد عمرو بن قيس عيلان: فهم وعدوان، وأعلامها المشهورين في العصر الجاهلي، فمن فهم تأبط شراً، ثابت بن جابر الشاعر الشجاع، ومن عدوان عامر بن الظرب حكم العرب وذو الاصبع الشاعر، ثم تأتي الإضافة محل المقال مباشرة في سياق حديثه عن قبيلة عدوان فيقول: "وعدوان يسكنون في طريق الحجاز ويقال لهم بنو مطير". ثم يستكمل الحديث عن قبائل قيس الأخرى.


الإطار الزمني للنص

كُتب النص في الربع الأول من القرن التاسع، وبما أن ما ورد في النص سابق لتاريخ كتابة النص فيكون خبر مطير قد توصل إليه المؤلف في حياته أي ما بين الربع الأخير من القرن الثامن هجري والربع الأول من القرن التاسع هجري. ولم يحدد المؤلف ما إذا كان الخبر قد اكتسبه بالمعرفة المباشرة أو عن طريق الرواية من معاصريه أو عن من سبقهم.


قيمة النص

تأتي قيمة النص التاريخية فيما يحويه من معلومة عن قبيلة مطير دونت في أوائل القرن التاسع من الهجرة، أي في مرحلة مبكرة من مراحل نشأة قبيلة مطير. ومن ناحية قيمية أخرى فهو أول نص صريح من مصدر رصين ينسب قبيلة مطير المشهورة في الجزيرة العربية في ديارها التاريخية في الحجاز، وهي إضافة مهمة واضحة المعنى انفرد فيها المؤلف، فمن حيث السبق تقدم هذا النص بمئتي سنة على نص جبر بن سيار (ت١٠٨٥ هجري) في كتابه (نبذة في أنساب أهل نجد) الذي أشار فيه إلى القحطانية بقوله: (مطير من شهران).ومما يعطي نص ابن عِنَبَةَ مرجعية مهمة في هذا السياق أن كاتبه كما أشرنا بترجمته علماً مرجعاً بالأنساب وله تصانيف فيها، كما أنه تتلمذ على يد من سبقه من النسابة ونقل عنهم. وله منهجاً واضحاً في كتابة الأنساب تعتمد على نقل المرويات والنصوص الموثوقة، قد بينها في مقدمة كتابه عمدة الطالب، حيث يقول: " أنقل كلام الرواة كما وقع إليّ، وأتحرى نصوص الثقات كما يجب علي، لم أتعمد إثباتاً لمنفي ولا نفياً لثابت، ولم أقصد من عندي إيضاحاً لخفي ولا طعناً في غير متهافت، بل أعمد على الحق الصريح، وأتحرى الحق في إبطال وتصحيح"، وعليه يتضح أهلية المؤلف في تدوين الأنساب، ومعرفته بطرقه وضوابطه، وبعده عن التحيز، فليس في النص ما يدعوه للتحيز أو الإدلاء بمعلومات غير حقيقية أو غير موضوعية.

 

تحليل النص 

تميز النص بالوضوح من حيث المعنى الذي يفضي أن بني مطير الذين في الحجاز ينحدرون من عدوان بن قيس عيلان. ولم يشر المؤلف إلى قبيلة تدعى مطير في أي موضع آخر من مصنفه، على الرغم أنه استعرض أمهات قبائل العرب العدنانية والقحطانية القائمة قبل الإسلام. وبهذا فهو يؤكد عدوانية مطير، وينفي مضموناً شهرانية مطير، وإلا لذكرها في موضع حديثه عنها


من جانب آخر تميز النص بتحديد الإطار المكاني للفئة المقصودة من قبيلة عدوان، حينما قال: "وعدوان يسكنون في طريق الحجاز ..." مما يضيف دقة ومصداقية وتخصيص النص بطائفة عدوان التي تسكن في طريق الحجاز. وطريق الحجاز هو الجزء الأخير ضمن طريق الحاج العراقي إلى مكة، والتي تشمل مران إلى ذات عرق وتنتهي بمكة لطريق الحاج البصري وتشمل معدن بني سليم (مهد الذهب) إلى ذات عرق ثم مكة لطريق الحاج الكوفي. ومما يعضد نص ابن عِنَبَةَ ويعزز من صحته ودقة وصفه فيما يتعلق بسلطة عدوان على طريق الحجاز ما أورده الجزيري (ت ٩٧٧ هجري) في (الدرر الفرائد المنظمة في أخبار الحاج وطريق مكة المعظمة) في أحداث عام ٩٧٠ هجري بقوله: "أن عربان عدوان لهم عادة على عقيل من عربان البصرة جباية على الجمال وما معهم من المتجر، فيقال: إن عدوان طلبوا من عقيل عن كل جمل ستة وعشرين نصفا..."، والجباية تؤخذ مقابل حماية وحراسة القوافل عند مرورها عبر منطقة نفوذ القبيلة، وبحسب المصادر التاريخية المتقدمة فإن ديار قبيلة عدوان وحتى القرون الأولى من نشأتها كانت في أوديتها المنحدرة من سراتها حتى عكاظ، إلا أن هناك توسعاً وانتشاراً لها باتجاه سهل ركبة في القرن الخامس هجري وما يليه، فقد نقل الحموي (ت ٦٢٦ هجريفي (معجم البلدان) عن الزمخشري (ت ٥٣٨ هجري) في ركبة أنها من ديار عدوان، حيث قال: "هي مفازة على يومين من مكة يسكنها اليوم عدوان"، في حين حكى الجزيري في (الدرر الفرائد المنظمة في أخبار الحاج وطريق مكة المعظمة) في حج عام ٨٥٠ هجري في قافلة الحاج العراقي "وكانوا لما وصلوا ركبة خرج عليهم عرب يسمون مطير في مئة وخمسين فارساً ونحو ألفي رجل". إن استقراء هذه النقولات يدفع بإتجاه صلاحية وسلامة نص ابن عِنَبَةَ.


لقد وردت عدة إشارات إلى قبيلة مطير في المصادر التاريخية في عصر ابن عِنَبَةَ، أو قريبة من عصره، على النحو التالي: إشارة ابن فضل الله العمري (ت ٧٤٩ هجري) في (مسالك الأبصار في ممالك الأمصار) إلى أن مطير من قبائل برية الحجاز الموالية لآل مِرا ملوك بادية الشام والعراق والحجاز؛ وهو أول ذكر لقبيلة مطير، وإشارة عمر بن فهد (ت ٨٨٥ هجري) لها بكتابه (إتحاف الورى في أخبار أم القرى) في أحداث عام ٨١٢ هجري في المناوشة التي كانت بين الشريف حسن بن عجلان (ت ٨٢٩ هجري) حاكم مكة وأمير الركب الشامي، وإشارة السمهودي (ت ٩١١ هجري) في (وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى) عام ٨١٢ هجري عند قتل مطير لجماز بن هبة الحسيني أمير المدينة المعزول، وإشارة عمر بن فهد في نفس المصدر السابق في أحداث عام ٨٤٨ هجري إلى هجوم بركات بن حسن (ت ٨٥٩ هجري) على عرب مطير، وإشارة الجزيري الآنف ذكرها في حج عام ٨٥٠ هجري، وكذلك إشارة عبدالعزيز بن فهد ( ت  ٩٢٢ هجري) في ( بلوغ القرى في ذيل إتحاف الورى بأخبار أم القرى) في عام ٨٨٧ هجري عند محاولة الشريف محمد بن بركات (ت ٩٠٣ هجري) غزو مطير، إلا أن جميع هذه النصوص تتعلق بأحداث ووقائع خلت من أي خبر يتعلق بجذور نشأة ونسب قبيلة مطير. فالمعلومات التاريخية التي يمكن استخلاصها من هذه النصوص: إن مطير ظهرت باعتبارها كياناً قبلياً قبل القرن الثامن هجري، وأنها حجازية المنشأ، وديارها على طريق الحاج العراقي من الحجاز، وهي في معظم الأحوال من القبائل الموالية لشريف مكة وإن دخلت أحياناً في تأييد أحد أطراف الصراع على الشرافة. وجميع هذه المصادر لا تخدم الباحث في تأصيل الجذم الجاهلي التي تعود إليه مطير، ولا تجاري نص ابن عِنَبَةَ من حيث الوضوح والدلالة


إن الملاحظ في مصادر القرنين الثامن والتاسع هجري تزامن ذكر مطير وعدوان معاً، وتوافق مواقفهما حينذاك في معظم الأحداث، مما يعد تأكيداً لطبيعة العلاقة المنسجمة بينهما ويقوي مضمون النص، وقد يستشكل على البعض أن ذكرهما معاً ينفي أصولهما المشتركة. إن منشأ الاستنباط الباطل ناتج عن فهم خاطئ للنص بتحميله معنى أن مطير وعدوان قبيلة واحدة. وهذا لم يحكه المؤلف، بل هو خص عدوان التي على طريق الحجاز بمسمى بنو مطير، وليس كل عدوان، وعليه فإن ذكر القبيلتين معاً في خبر واحد لا يتعارض مع النص ذلك أنهما كيانان مستقلان عن بعضهما البعض إلا أنهما يعودان إلى أرومة واحدة. فمطير تولدت من عدوان بن قيس عيلان وتكاثرت وعظمت واستقلت باسم جدها الأدنى القريب عن الجد الأقصى البعيد وإليه انتسبت وهو نهاية مقصدها ومنتهى عصبتها، أما عدوان فقد تولدت من عدوان بن قيس عيلان كذلك إلا أنها احتفظت باسم الجد البعيد وورثته وإليه انتسبت، ومثل ذلك ونظيره في قبائل العرب كثير

أما الاحتجاج بقصيدة يحيى بن عبدالرحمن الهاشمي المكي في ثنائه على الشريف حسن بن عجلان حاكم مكة عندما جمع القبائل الموالية له ومنها مطير وعدوان، لمواجهة بيسق أمير الركب الشامي بقوله:

                        أما مـطـيـر مـع عــدوان فـقـد

                                جاءوا كمثل السيل يرمي بالزبد 

 فيقابله كذلك ذكره بني ريشه وصاهلة منفصلين عن هذيل على الرغم أنهما من بطونها في ذات القصيدة بقوله:

                         منهـم قريـش وكـذا الجحادلـة     

                                                      كذا بنو ريشــة معهم صـاهــلـة 

                                  اما هـذيـل صرختهـم ياصـاح

                                                      ألـــف مـكــملــون بــالــســـلاح                      


أما ما جاء في قصيدة الحسين العليف في رثائه للشريف حسن بن عجلان وذكره مطير وعدوان معاً بقوله:

                          تبكي سبيع بل مطير بعدها

                                   والغامدي يبكيك والعدواني

فيقابله كذلك ذكر بني لام منفصلة عن طي على الرغم أن بني لام من طي في ذات القصيدة بقوله:

                           تبكيك طي ثم زعب بعدها

                                 تـبــكـي بنــو لام بدمع قاني


خاتمة

ومما سبق ذكره، فإن نص ابن عِنَبَةَ في قبيلة مطير إضافة تاريخية قيمة صريحة من مصدر معتبر، تعضده الأحداث التاريخية وتعزز من صحته، ويمكن الإعتماد عليه والاعتداد به في بيان الجذم الذي نشأت منه القبيلة. ولم أجد ما يعارض معنى النص ودلالته، أو يجاريه من حيث الوضوح او من حيث صلاحية المصدر. هذا وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم أجمعين.

تعليقات

  1. احسنت سعادة البحاثه الاستاذ / عبدالله النزهان بهذا البحث الجميل والرائع والذي اوضح الحقيقة الغائبةطول هذه السنين

    ردحذف
  2. واكدها وجزم بذلك الحمض النووي حيث التقت مطير مع عدوان في خط واحد fgc1713

    ردحذف
  3. اِبنُ عِنَبَة، جمال الدين، أحمد بن علي بن الحسين الحسني الحسيني، مؤرخ ونسابة شيعي، ولد سنة 748هـ في الحلة في العراق، ومات بكرمان في إيران سنة 828هـ

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

القبائل المعاصرة من منظور الحمض النووي قبيلتا مطير وعتيبة أنموذجا/1

القبائل المعاصرة من منظور الحمض النووي قبيلتا مطير وعتيبة أنموذجا كتبه : أبو عبدالعزيز عبدالله النزهان العدواني  في ٢٥ شوال ١٤٣٦ من الهجرة بسم الله والحمد لله القائل في محكم آياته : (( يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير )) ، والصلاة والسلام على الصادق الأمين القائل : (( كلكم لآدم وآدم من تراب )) . أما بعد،،، فهذا مقال موجز يتناول ماقيل من موروث في الأصول القديمة التي ترجع لها قبيلتا مطير وعتيبة ويستعرض الموقع الجيني لهما حسب نتائج فحوصات الحمض النووي المنشورة في مشروع قبائل العرب ومشروع قبيلة مطير في موقع familytreedna . com . ثم يستشهد بالأحداث التاريخية لبيان ما مدى توافقها مع مخرجات الحمض النووي. مطير وعتيبة قبيلتان عظيمتان من قبائل نجد والحجاز، اشتهر ذكرهما واتسع نفوذهما وتعددت بطونهما، لهم صولات وجولات، ومعارك وغارات، ومآثر وثارات، وقد اشتركا في صناعة تاريخ شبه الجزيرة العربية في القرون الثلاثة الماضية، حتى تناولت الكتب أخبارهم، وتناقلت البوادي والحواضر أيامهم، وجاش القصيد ب